شجرة التفاح

يحكى أنّه كان هناك شجرة تفّاح جميلة جدا مليئة بالثمّار الرّائعة وكانت تتمايل فخورة بحبّات التفاح الأحمر التي تزيّنها ، ولكّنها تنظر إلى شجرة الزيتون التي تقف بجانبها وتقول لها : أنا أكثر شبابا وجمالا منك وأوراقي تتجدّد كل عام باستمرار وثماري كثيرة ولذيذة والجميع يأتي إليّ صغاراً و كباراً ويتمنَون الأكل من ثماري وأنت أوراقك عتيقة لاتتجدّد إلّا في الربيع وثمارك طعمها مرّ ولا أحد يقترب منها ولا يحبّها ، كانت هذه الكلمات تجرح شجرة الزيتون الطّيبة التي كانت لاتردّ أبداً وتكتفي بالصّمت .

 وفي أحد الأيّام حاولت شاة صغيرة جائعة أن تأكل بعض الأوراق من شجرة التّفاح ولكنّها صاحت بغضب شديد وصرخت بالشّاة المسكينة التي هربت بعيداً وهي تبكي فنادتها شجرة الزيتون الطّيبة وقدّمت لها بعض أوراقها فأكلت الشاة وشكرت شجرة الزيتون كثيراً وذهبت بعيداً ، وبعد مرور القليل من الوقت جاء بعض الأطفال إلى شجرة التفاح ليقطفوا بعض ثمارها ولكنها رفضت إعطاءهم أيّ ثمرة وضمّت أغصانها بشدّة و خبّأت جميع ثمارها بين الأوراق فغضب الأطفال وساروا بعيداً عن هذه الشّجرة الانانية وكانت الزيتونة الطّيبة تراقب ما يجري و تحاول نصيحتها ولكنها لاتستمع أبدا .

وفي تلك الليلة عصفت رياح شديدة بالحديقة وتساقطت أمطار غزيرة لم تتحمّل الشجرة المغرورة قوّة الرياح والأمطار وحاولت الاستنجاد بالزيتونة إلا أنّها لم تصل إليها فتساقطت ثمارها وأغصانها وأوراقها وأصبحت مجرّد شجرة قبيحة مكسرّة الأغصان ،فأخذت تبكي في حزن شديد..

 تآلمت الزيتونة الطّيبة لما حدث لشجرة التّفاح الأنانية وقالت لها : لو كنت قدّمت ما وهبك الله عزوجل بكرم وعطاء لما حدث لك كل هذا ولكن هذا نتيجة اختيارك وغرورك وأنانيتك ….

مامغزى القصة ؟

 وماذا تعلّمتم منها  يا صغاري الأعزاء ؟ 

إن كنت من محبّي تأليف القصص القصيرة  شاركنا بها فقد خصّصنا لك ساحة لنشر قصصك الجميلة

كان يامكان – العدد الأول
شارك الموضوع :