اللّطيف
-كان معاذ يقود دراجته الهوائية فرحا” في حديقة الحيّ وأمّه تراقبه بسرور وهي ترى السّعادة على وجهه..
وما هي إلا دقائق حتىّ وقع معاذ ودرّاجته أرضا”, أسرعت أمّ معاذ لمساعدة ابنها الحبيب ، تفقّدته قائلة :
الحمد لله على سلامتك, لقد لطف اللّه بك يا بنيّ .
استغرب معاذ من قول والدته و بادرها بالسؤال كيف يا أمي وأين اللّطف في وقوعي بهذا الشّكل?!!
-ساعدت أمّ معاذ ابنها على النهوض وأجلسته على مقعد قريب وبدأت تقول :
حمدا” لله مرّة أخرى على سلامتك وعلى لطفه تعالى بك , لقد أحسن الله إليك من حيث لم تشعر يا معاذ ..
تخيّل لو أنّ رأسك قد جرح أو ساقك قد كسر !! ألم يلطف الله بك يا معاذ .. ?
إنها كدمة بسيطة وهذا من لطف الله تعالى ..
– الله اللطيف في حياتنا يدبرّ أمورنا يا معاذ دون أن يعطينا التفاصيل و يختار لنا الأفضل والأكمل .
-يلطف الله بعباده من حيث لا يعلمون فيسوق لهم الخير والإحسان , ويبعد عنهم السّوء والشرّ .
ومن لطف الله بعباده أنّه يقدّر لهم أرزاقهم بحسب علمه بمصلحتهم لا بحسب إرادتهم
فقد يريدون شيئا وغيره أصلح لهم و إن كرهوه..
فاليوم مثلاً حرّ شديد , ولكن ربّنا يهيّئ لأهل هذه البلدة إنضاج فاكهتهم وهم لا يعلمون .
-لقد رأى سيّدنا يوسف عليه السلام لطف الله تعالى في كلّ ما مرّ به من محن يا معاذ ..
فبعد أن وسوس الشيطان لإخوته ألقوه صغيراً في البئر و كان سيّدنا يوسف عليه السلام على يقين أنّ الله اللطيف سوف ينقذه , فأرسل الله قافلة الى هذه البئر وأنزل على أهلها العطش فقصدوا البئر ليشربوا و ليجدوا سيّدنا يوسف وينقذوه…. وباعه من وجده لرجل يقال له عزيز مصر فربّاه هذا الرجل كابن له.. ثم حدثت لسيدنا يوسف أمور أدخلته السجن ظلما”.. ليخرج من السّجن بعدها بلطف الله بسبب رؤيا للملك لم يستطيع تفسيرها إلا سيّدنا يوسف.. وقدظلّ لطف الله ملازماً لسيّدنا يوسف عليه السّلام حتى أصبح فيما بعد ملكاً على مصر.. وقد أدرك هذا فقال :”إن ربّي لطيفٌ لما يشاء” …
وإنّ من أحسن الأخلاق يا بنيّ :
ما أخذت من أسماء اللّه الحسنى , فإذا كان الله تعالى:
لطيفا” في علمه
لطيفا” في وجوده
لطيفا” في تصرّفاته
فكن أنت ايضا”
لطيفا” في كلّ أمور حياتك
ولطيفا” في تعاملك مع كلّ من حولك
واجعل دائما في دعائك :
< يا لطيف الطف بنا بلطفك >
وأنت عزيزي اذكر لنا موقفاً شعرت فيه بلطف الله عزّ وجل؟